منتديات أحباب النبي
محبة النبي صلى الله عليه وسلم 8
مرحبا بك أيها الزائر الكريم سجلاتن تفيد بأنك غير مسجل لدينا ويشرفنا إنضمامك إلينا بالظعط على زر التسجيل
محبة النبي صلى الله عليه وسلم 8
منتديات أحباب النبي
محبة النبي صلى الله عليه وسلم 8
مرحبا بك أيها الزائر الكريم سجلاتن تفيد بأنك غير مسجل لدينا ويشرفنا إنضمامك إلينا بالظعط على زر التسجيل
محبة النبي صلى الله عليه وسلم 8
منتديات أحباب النبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أحباب النبي


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محبة النبي صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Achraf lam
مدير عام
مدير عام
Achraf lam


عدد المساهمات : 432
نقاط : 29140
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2009
الموقع : Gabés

محبة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: محبة النبي صلى الله عليه وسلم   محبة النبي صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد أكتوبر 04, 2009 11:34 am

بسم الله الرحمن الرحيم
محبة النبي صلى الله عليه وسلم
إن
محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي المنزلة التي يتنافس بها المتنافسون ،
وإليها يشخص العاملون ، وعليها يتفانى المحبون ، وبروح نسيمها يتروح
العابدون ، فهي قوت القلوب ، وغذاء الأرواح ، وقرة العيون ، وهي الحياة
التي من حرمها فهو من جملة الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحر
الظلمات ، وهي روح الإيمان والأعمال والأحوال والمقامات .

* وإذا
كان الإنسان يحب من منحه في دنياه معروفا فانيا منقطعا ، مرة أو مرتين ،
أو استنقذه من مهلكة أو مضرة لا تدوم ، فما بالك بمن منحه منحا لا تبيد
ولا تزول ، ووقاه من العذاب الأليم الذي لا يفنى ولا يحول .
وإذا كان
المرء يحب غيره على ما فيه من صورة حسنة ، وسيرة حميدة ، فكيف بهذا النبي
الكريم ، والرسول العظيم ، الجامع لمحاسن الأخلاق والتكريم ، المانح لنا
جوامع المكارم والفضل العميم . فقد منحنا الله به منح الدنيا والآخرة ،
وأسبغ نعمه علينا باطنة وظاهرة ، باستحق أن يكون حظه من محبتنا له أوفى
وأزكى من محبتنا لأنفسنا وأهلينا وأموالنا والناس أجمعين .
* فعن أبي
هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن
أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من أهله وماله والناس أجمعين ".
* وقال
سيدنا عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : لأنت يا رسول الله
أحبُّ إليّ من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم :" لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه "، فقال عمر :
والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إليّ من نفسي التي بين جنبي . فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم :" الآن يا عمر ".

وقال علي رضي الله عنه
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا
وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ .
ولما أخرج أهلة مكة
زيدَ بن الدَّثنة من الحرم ليقتلوه . قال له أبو سفيان بن حرب : أنشدك
الله يا زيد ، أتحبّ أن محمدا الآن عندنا نضرب عنقه ، وإنك في أهلك . فقال
له زيد رضي الله عنه : والله ما أحب أن محمدا صلى الله عليه وسلم الآن في
مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة ، وأني جالس في أهلي . فقال أبو سفيان : ما
رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدا .
وقال الإمام البغوي في
تفسيره : نزل قول الله تعالى { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم
الله عليهم من النبيين ... } في ثوبان ، مولى النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكان شديد الحبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قليل الصبر عنه . فأتاه
ذات يوم ، وقد تغير لونه ، يُعرفُ الحزنُ في وجهه ، فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم :" ما غير لونك ؟" فقال : يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع
، غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك . ثم ذكرت الآخرة ،
فأخاف أن لا أراك ، لأنك ترفع مع النبيين ، وإني إن دخلت الجنّة كنت في
منزلة دون منزلتك ، وإن لم أدخل الجنّة فلا أراك أبدا . فنزلت هذه الآية .
وهذا
عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه ، رائي الأذان ، كان يعمل في جنّة
له ، فأتاه ابنه فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي . فقال :"
اللهم اذهب ببصري حتى لا أرى بعد حبيبي محمدٍ أحدا ، فكُفَّ بصرُهُ .
وبالجملة
؛ فلا حياة للقلب إلا بمحبة الله تعالى ، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم
، ولا عيش إلا عيش المحبين ، الذين قرت أعينهم بحبيبهم ، وسكنت نفوسهم
إليه ، واطمأنت قلوبهم به ، واستأنسوا بقربه ، وتنعموا بمحبته ، ومن لم
يظفر بهذه المحبة ، فحياته كلها هموم وغموم وآلام وحسرات .
إن من سعادة
العبد أن يرزقه الله تعالى محبة النبي, صلى الله عليه و على آله و سلم،
وكيف لا يكون هذا ومحبته صلى الله عليه و على آله و سلم شرط من شروط
الإيمان.
أخرج البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى
الله عليه و على آله و سلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده
وولده والناس أجمعين)).
فالذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه و على
آله و سلم فازوا وغنموا، والذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه و على آله
و سلم صدقوه، وأيدوه، وناصروه، والذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه و
على آله و سلم بشرهم صلى الله عليه و على آله و سلم أنهم سيكونون معه، ففي
الحديث المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم
فقال: المرء يحب القوم، ولم يلحق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه و على
آله و سلم: ((المرء مع من أحب)).
ومحبته صلى الله عليه و على آله و سلم
سبب لحصول حلاوة الإيمان، فقد أخرج الشيخان عن النبي صلى الله عليه و على
آله و سلم أنه قال: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن
يعود إلى الكفر كما يكره أن يُقذف في النار)).
والحب وإن كان من أعمال
القلوب فإنه لابد أن تظهر آثاره على الجوارح قولاً وفعلاً، والمحب لرسول
الله صلى الله عليه و على آله و سلم لابد أن تظهر محبته لحبيبه صلى الله
عليه و على آله و سلم في حياته وسلوكه في عبادته وطاعته حتى يتميز المحب
الصادق من الدعي الكاذب.

لقد ذكر العلماء علامات ومقاييس لمعرفة
محبة النبي صلى الله عليه و على آله و سلم في قلب الشخص، فتعالوا بنا –
إخوة الإيمان – نستعرض في هذه الجمعة – إن شاء الله تعالى – بعض هذه
العلامات لنعرف مدى حبنا لرسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ،
وصدقنا معه، وإخلاصنا في هذا الحب العظيم.
أولاً: من علامات المحب
لرسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم طاعته لهذا الرسول واتباعه له.
إن أقوى شاهد على صدق المحب موافقته لمحبوبه، فالاتباع هو دليل المحبة
الأول وشاهدها الأمثل، وهو شرط في صحة هذه المحبة، وبدونه لا تتحقق المحبة
الشرعية، يقول الحق سبحانه وتعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ
فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ" [آل
عمران:31]. ويقول صلى الله عليه و على آله و سلم: ((من أحب سنتي فقد
أحبني)) [مسند أبي يعلى].
فالصادق في حب النبي صلى الله عليه و على آله
و سلم هو من أطاعه، واقتدى به، وآثر ما يحبه الله ورسوله على هوى نفسه،
وظهرت آثار ذلك عليه، يقول القاضي عياض: اعلم أن من أحب شيئاً آثره، وآثر
موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حبه، وكان مدعياً، فالصادق في حب النبي
صلى الله عليه و على آله و سلم من تظهر عليه علامة ذلك وأولها الاقتداء به
واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه
والتأدب بأدبه. انتهى.
ويقول صلى الله عليه و على آله و سلم: ((لا يؤمن
أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)). فإذا آثرنا طاعته فقد صدقنا في
حبنا، وسلكنا المسلك الصحيح الذي يوصلنا إلى خير الدنيا والآخرة.
العلامة
الثانية من علامات المحب لرسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم هو أن
يكون فقد رؤيته صلى الله عليه و على آله و سلم أشد علينا من فقد أي شيء في
الدنيا، فمن المعلوم أن غاية ما يتمناه المحب هو أن يسعد برؤية حبيبه،
ومحب النبي صلى الله عليه و على آله و سلم يتمنى دائماً أن يسعد برؤيته
صلى الله عليه و على آله و سلم في الدنيا والآخرة، وحينما تتهيأ له فرصة
الاختيار يختار رؤية النبي صلى الله عليه و على آله و سلم.
أخرج مسلم
في صحيحه عن أحد المحبين الصادقين في حبهم لرسول الله صلى الله عليه و على
آله و سلم إنه ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت عند النبي
صلى الله عليه و على آله و سلم فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: ((سل))،
فقلت: يا رسول الله، أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: ((أو غير ذلك))؟ قلت:
هو ذاك، قال: ((فأعني على نفسك بكثرة السجود)).
فانظروا – رحمكم الله –
إلى هذا المحب، فإنه لم يتردد في إظهار أن اختياره الأول هو الحصول على
مرافقته صلى الله عليه و على آله و سلم. والمحب الصادق يحزنه حتى تصور
حرمانه من رؤية حبيبه ، فعن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى
رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم وهو محزون، فقال له النبي صلى
الله عليه و على آله و سلم: ((يا فلان، مالي أراك محزوناً))؟ فقال: يا نبي
الله شيء فكرت فيه. فقال: ((ما هو))؟ قال: نحن نغدو ونروح، ننظر إلى وجهك،
ونجالسك، وغداً ترفع مع النبيين فلا نصل إليك، فلم يرد عليه النبي صلى
الله عليه و على آله و سلم شيئاً، فأتاه جبريل بقوله تعالى: "وَمَن يُطِعِ
ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ
عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاء
وَٱلصَّـٰلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً" [النساء:69]. فبعث النبي
صلى الله عليه و على آله و سلم فبشره.
وهذا محب آخر يأتي إلى النبي صلى
الله عليه و على آله و سلم فيقول: يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي،
وأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر
حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت
مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى
الله عليه و على آله و سلم حتى نزلت الآية: "وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم
مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاء وَٱلصَّـٰلِحِينَ
وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً" [النساء:69].
هكذا كان الصادقون في
محبتهم له صلى الله عليه و على آله و سلم ، فكيف نحن في محبتنا؟ هل نحن
صادقون فيها؟ ألسنا قد أحببنا أشياء كثيرة، نبذل المال الكثير للتلذذ بها
والتنعم، ألسنا نضيع أوقاتنا في القيل والقال، وفيما لا نفع فيه؟ أبعد هذا
نقول نحن صادقون في محبتنا لرسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ، إن
المحب الصادق في محبته لو خير بين مجرد أن يرى النبي صلى الله عليه و على
آله و سلم مناماً أو يقظة، وبين فقد أغلى شيء لديه في الحياة لاختار الأول.
العلامة
الثالثة من علامات المحب لرسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم: تعظيم
النبي صلى الله عليه و على آله و سلم وتوقيره والأدب معه، فتعظيم النبي
صلى الله عليه و على آله و سلم هو ما يقتضيه مقام النبوة من كمال الأدب
وتمام التوقير، وهو من أعظم مظاهر حبه ومن أكبر حقوقه صلى الله عليه و على
آله و سلم على أمته، كما أنه من أهم واجبات الدين؛ لذا كان الصحابة رضوان
الله عليهم أكثر الناس حباً وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه و على آله
و سلم لمعايشتهم له وقربهم منه.
وتعظيم النبي صلى الله عليه و على آله
و سلم يكون بالقلب واللسان والجوارح، فتعظيم القلب يكون بالاعتقاد الكامل
بنبوته، وعمومية رسالته، ورفع ذكره، وتفضيله على سائر الخلق أجمعين، كما
يستلزم تقديم محبته على سائر المحبات كلها.
أما تعظيم اللسان فيكون
بالثناء عليه بما هو أهله، ويدخل في ذلك الصلاة والسلام عليه، كما يشمل
الأدب في الخطاب معه، والحديث عنه، وغض الصوت عنده في حياته، وعدم رفع
الصوت عند قبره بعد وفاته.
وأما تعظيم الجوارح فيكون بطاعته صلى الله
عليه و على آله و سلم ، ومتابعته، واجتناب ما نهى عنه، والسعي في إظهار
دينه، ونشر شريعته، والذب عنها، وصون حرمته، فمن فعل ذلك فقد عظم النبي
صلى الله عليه و على آله و سلم ، وعرف له قدره.



    Signaler un abus

محبة النبي صلى الله عليه وسلم T1129494999_2008
Message n° 2

Sara Islam (Morocco) a écritle 24 février 2009 à 08:35
ومن
علامات محبة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم كثرة تذكره، والشوق
إلى لقائه، ذلك أن من أحب شيئاً أكثر من تذكره، ولا يكون ذلك إلا إذا شغلت
المحبة قلب المحب وفكره، ويتبع ذلك تمني رؤيته صلى الله عليه و على آله و
سلم ، والشوق إلى لقائه، وسؤال الله اللحاق به على الإيمان، وأن يجمع الله
بينه وبين حبيبه صلى الله عليه و على آله و سلم في الجنة.
وقد أخبر صلى
الله عليه و على آله و سلم بأنه سيوجد في هذه الأمة أناس يودون رؤيته بكل
ما يملكون، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و
على آله و سلم قال: ((من أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو
رآني بأهله وماله))، فاللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين.
ويدخل في
هذا الشوق إلى لقائه صلى الله عليه و على آله و سلم إذ كل حبيب يحب لقاء
حبيبه، وحينما قدم الأشعريون المدينة كانوا يرتجزون: غداً نلقى الأحبة
محمداً وصحبه
ولما احتضر بلال نادت امرأته: واويلاه! فأجابها، وهو يقول: وافرحاه! غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه.
وكان
خالد بن معدان الكلاعي – وهو من التابعين – لا يأوي إلى فراشه إلا وهو
يذكر شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ، وإلى الصحابة
الكرام، ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم، فعجل ربي
قبضي إليك، حتى يغلبه النوم.
وهكذا شأن المحب دائماً يشتاق إلى لقاء
حبيبه، ويتمنى رؤيته بكل ما يستطيع، فأين شوق المسلمين اليوم إلى نبيهم
وحبيبهم صلى الله عليه و على آله و سلم أين هو؟ لقد غاب عنا إلا من رحم
ربك، لقد شغلنا بالتنافس في حطام الدنيا حتى قل تذكرنا لرسول الله صلى
الله عليه و على آله و سلم ، فاللهم أيقظنا من رقدتنا، وارزقنا الشوق إلى
لقائك ولقاء حبيبك صلى الله عليه و على آله و سلم من غير ضراء مضرة، ولا
فتنة مضلة.
ومن علامات محبته صلى الله عليه و على آله و سلم الاستعداد
التام لبذل النفس والمال دونه صلى الله عليه و على آله و سلم ، فمن المسلم
به أن كل محب صادق يترقب باشتياق الفرصة التي يبذل فيها نفسه، وكل ما يملك
دون حبيبه، والمحبون الصادقون للنبي صلى الله عليه و على آله و سلم كانوا
دائماً على أتم الاستعداد لفدائه بكل غال ونفيس، والذين كانوا من بعد عصره
صلى الله عليه و على آله و سلم كانوا يجدون حسرة في قلوبهم لفوات هذه
الفرصة العظيمة، والمتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه و على آله و سلم مع
أصحابه يجد فيهم محبة منقطعة النظير، وفداء بالنفس والمال.
فهذا أبو
بكر الصديق رضي لله عنه الذي بذل ماله كله في سبيل الله، تراه يضرب لنا
أروع الأمثلة لحب النبي صلى الله عليه و على آله و سلم وفدائه له بنفسه،
لقد ضحى بنفسه، وعرضها للهلاك والموت ليلة الهجرة إلى المدينة ليفدي بذلك
رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم لمحبته له، وكان رضي الله عنه
يعلل هذه التضحية بقوله: (إن قُتلتُ فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلتَ أنت
هلكت الأمة).
وفي الطريق إلى الغار كان الصديق يمشي أمام النبي صلى
الله عليه و على آله و سلم ساعة، ويمشي خلفه ساعة، فسأله عن السبب فقال:
أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي أمامك، فقال النبي صلى الله
عليه و على آله و سلم: ((لو كان شيء أأحببت أن تقتل دوني))؟ قال: أي والذي
بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله، حتى استبرئ
لك الغار، فاستبرأه.
وفي هذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو
يبكي: وددت أن عملي كله مثل عمله يوماً واحداً من أيامه وليلة واحدة من
لياليه، أما الليلة فالليلة التي سار مع النبي صلى الله عليه و على آله و
سلم إلى الغار.
فلما انتهيا إليه قال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا
تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك، فدخل فمسحه فوجد في
جانبه ثقباً فشق إزاره، وسدها به، وبقي اثنان فألقمهما رجله، ثم قال لرسول
الله صلى الله عليه و على آله و سلم ادخل، فدخل النبي صلى الله عليه و على
آله و سلم ، ووضع رأسه في حجره، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك
مخافة أن ينتبه النبي صلى الله عليه و على آله و سلم ، فسقطت دموعه على
وجه النبي صلى الله عليه و على آله و سلم ، فقال: ((ما لك يا أبا بكر؟))
قال: لدغت، فداك أبي وأمي، فتفل عليه النبي صلى الله عليه و على آله و سلم
، فذهبت ما يجده.
هل بالله عرف التاريخ مثل هذه التضحية، ومثل هذه
المحبة؟ الله أكبر، إنه حب فريد، حب الصديق لرسول الله صلى الله عليه و
على آله و سلم ، إنه حب ينبع من إيمان عميق، وإخلاص شديد، فانظروا – رحمكم
الله – إلى مثل هذه النماذج العظيمة لصحابة النبي صلى الله عليه و على آله
و سلم.
فهذا زيد بن الدثنة رضي الله عنه يخرجه أهل مكة من الحرم كي
يقتلوه فيجتمعون حوله، فيقول له أبو سفيان: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن
محمداً الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال زيد: والله لا أحب أن
محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي.
هكذا
كانت المحبة الصادقة في قلوب أصحابه رضوان الله عليهم مما جعل أعدى أعداء
الإسلام يقولون: ما رأيت في الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً.
ومن
علامات محبته صلى الله عليه و على آله و سلم محبة قرابته وأهل بيته
وأزواجه وصحابته، ويتمثل هذا في توقيرهم، ومعرفة فضلهم، وحفظ مكانتهم،
أذكركم الله في أهل بيته، وحب أصحابه، ومعرفة فضلهم وقدرهم، والثناء عليهم
بما هم أهله، فهم خير هذه الأمة بعد نبيها، ويكفي أنهم فازوا بشرف صحبة
النبي صلى الله عليه و على آله و سلم ، وأن الله قد خصهم بهذا الشرف دون
غيرهم من العالمين، "وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأْوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ
وَٱلأنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ"
[التوبة:100].
ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه و على آله و سلم
نصرة سنته والذب عن شريعته، فإن المحب يبذل نفسه وماله، وكل ما يملك
للغاية التي بذل لها حبيبه طاقاته وقدرته، فالمحبون الصادقون كانوا دائماً
على أتم الاستعداد للتضحية بكل شيء لنصر هذا الدين وإعلاء شأنه.
فهذا
أنس بن النضر رضي الله عنه وجد عدداً من المسلمين جالسين في معركة أحد
فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ،
قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله
صلى الله عليه و على آله و سلم ، ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قتل.
هكذا
كان المحب الصادق مستعداً أن يقدم نفسه للغاية التي كان حبيبه صلى الله
عليه و على آله و سلم دائماً على استعداد لتقديم نفسه الشريفة لها.


المصدر : من بحث منشور على النت ل توفيق عمر علي سيدي





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahbabnabi.yoo7.com
 
محبة النبي صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف أرسخ محبة الرسول-صلى الله عليه وسلم- في طفلي؟
» صور من حب النبي صلى الله عليه وسلم
» قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
» قصة مشي النبي صلى الله عليه وسلم على أطراف أصابعة(
» حب النبي صلى الله عليه وسلم في سبعة بحوث قيمة!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أحباب النبي :: المنتدى الإسلامي :: حب النبي صلّى الله عليه و سلّم-
انتقل الى: